موضوع: مراحل إنتاج الزيت تقليديا في نقرين
--------------------------------------------------------------------------------
إن شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة في نقرين إذ توجد أشجار حجمها ينم عن عمر طويل و هي دائمة الإنتاج و العطاء بلا حدود فهي الشجرة المباركة و زيتها غذاء و دواء و هي من مصادر الرزق التي يعول عليها في نقرين و قد كان أهلها ينتجون الزيت منذ القديم بالطريقة التقليدية و لازالت لحد اليوم هي نفسها مما أضفى على هذه المادة صفات لا توجد في الزيوت المعصورة بالآلات و يبدأ العصر من شهر أكتوبر و هو أحسن الزيوت من الناحية العلاجية و هو مطلوب جدا مما يجعله ليس في متناول الجميع لأن احتساء رشفة منه صباحا يشفي من السعال و العديد من الأمراض الأخرى ،لونه يميل إلى الاخضرار و طعمه فيه مرارة و رائحته زكية تجعلك عند شمها تشتهي ارتشافه أما البقية فيعصر في شهري نوفمبر و ديسمبر و له نفس المواصفات إلا أن لونه أصفر.
والطريقة التقليدية للعصر تمر بمراحل هي كالتالي:
1-الجني: و يتم باستعمال اليد العاملة قطفا و ما كان بعيد المنال يضرب بالعصا ثم يجمع في أكياس .
2-الطحن: و يسمى المكان الذي يتم فيه القرقابة el gargabat حيث تحفر حفرتان متقابلتان و بينهما يوضع حجر مسطح يوضع فوقه الزيتون حيث يطحن بحجرة أخرى بيضوية الشكل و ثقيلة الوزن حيث يسهل تدحرجها ذهابا و إيابا فوق حبات الزيتون و عندما تطحن تسقط في الحفرتين يمينا و شمالا متماسكة كالعجينة و تسمى في نقرين الفيتور
3-الجمع: يجمع الزيتون المطحون الفيتورة fitoura في أواني واسعة معدة خصيصا لهذا الغرض ثم يخلط جيدا باستعمال عدة وسائل و تشكل حفرة بالفيتورة و يترك لمدة يوم كامل حيث تمتلئ الحفرة زيتا و هو ما يسمى بزيت التصفية لأنه يصفى بتلقائية بخروجه من بين مسامات الفيتورة دون ضغط و هو من أحسن الزيوت و بما أن استخراج الزيت يتم في أيام جوها بارد فإنه يتجمد فيلجأ السكان إلى تدفئة الفيتورة إلى أن تجف مم عالق فيها من الزيت الذي يجمع بدوره في قارورات و أدنان لأجل التسويق.
4الزيت المضروب: عندما يتوقف سيلان الزيت عن السيلان من بين مسامات الفيتورة يعلم سكان المنطقة انه ليس معنى ذلك أن الفيتورة عصرت تماما من الزيت بل لا زالت كميات عالقة فيها و يعلمون علم اليقين أن الزيت يطفو فوق الماء فيضعون الفيتورة في آنية و يسكبون عليها الماء و يحركونها فيطفو الزيت فوق الماء فيفصلونه باليد و يضعونه في إناء آخر و حتى يتأكدوا من خلوه من الماء تماما فإنهم يتركونه على النار إلى درجة الغليان فيتبخر الماء و يبقى الزيت نقيا و يؤخذ للتسويق و هو أقل قيمة من زيت التصفية و يسمى الزيت المضروب
--------------
تحياتي : زهرة الامل