موضوع: التعليم و وسائله
الثقافة و التعليم بنقرين
الثقافة و التعليم بمنطقة نقرين بدأت منذ القدم و منذ عصور الفتوحات الاسلامية الى مجيء الاستعمار الفرنسي و لا زالت تصارع من اجل الرقي و الظهور عبر الازمنة حتى الى يومنا هذا . فكان لها الاثر البليغ في تربية و تكوين أجيال و اجيال من أبناء منطقة نقرين و من حام حولها و من دخل ترابها من أبناء المناطق المجاورة. بحكم رحيلهم الى أراضيها و تتبع أثر الماء و المراعي لأنهم كانوا وراء كسب معيشتهم و ذلك لاعتمادها على المواشي و المزروعات من قمح و شعير و تمور و غيرها .
و من الوسائل المتاحة آنذاك في غرس التربية و التعليم و الثقافة ما يلي :
الكُتّاب
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية....
( صورة للمدرسة القرآنية بنقرين - ما يعرف بروضة سيدي البشير )
الكُتاب بيوت صغيرة تتجمع فيها طلبة العلم تحت إشراف أستاذ له إلمام بالعلوم العصرية و العلوم الشرعية. كانت هذه هي الأماكن التي يتردد عليها طلبة العلم و الثقافة في منطقة نقرين في بداية تاريخها العلمي و الثقافي و كان يشرف عليها أساتذة تعلموا العلم عبر العصور على يدّ مشايخ قدامى.
و هؤلاء الأساتذة هم على سبيل المثال لا الحصر : الشيخ صالح بن عبد الله ، و الشيخ عبد الله عمران ، و الشيخ محمد الطيب و الشيخ لزهاري سيدهم و الشيخ عبد الحفيظ حفناوي رحمهم الله و الشيخ محمود عمران و الذي لا زال على قيد الحياة.
علموا القرآن الكريم و الفقه و اللغة و أصول الشريعة و غيرها و تخرج على أيديهم رجال كانوا درعاً للثورة التحريرية و ضحوا بالغالي و النفيس من اجل الحرية التي كانوا يؤمنون بها و علموا الجنود في سفوح الجبال العلم و الدّين الذي حصلوه من مشايخهم في الكتّاب .
و من الوسائل التي يستخدمونها للتعليم ، اللوح الذي ينحت من الخشب و يطلى بصلصة الطين و الأقلام التي تصنع من القصب النباتي و الحبر كانوا يستعملون الصمغ الذي يؤتى به من صوف الماشية يحرقونه و يجعلونه في محبرات صغيرة مع وضع قليل من الماء عليه و وبرات من الصّوف و يخلط جيداً ليصبح لونه أسود و يكون بذلك صالحاً للكتابة على اللوح .
و كل العلوم من قرآن الى علوم الشريعة الى علوم اللغة كانت تحصل بالحفظ و بالكتابة على هذا اللوح. و كان الطلبة من أبناء نقرين و من أبناء الرحل الذين يأتون اليها من كل المناطق المحيطة للبحث عن العيش و الكَلى لمواشيهم فيمكثون الفصول الطوال في نقرين يعيشون بها و يعلّمون أولادهم على يد مشايخها رحمهم الله.
المدارس
المدارس الحديثة كان تواجدها في المنطقة منذ سنة 1881
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية....
(صورة خارجية لأول مدرسة عصرية تحت اشراف فرنسي أسست سنة 1881 م بنقرين
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية....
و هذه صورة للمدرسة من الداخل
و كانت تحت إشراف معلمين فرنسيين و كان التعليم فيها إجبارياً باللغة الفرنسية . فتخرج منها طلبة كان لهم الصيت بعدها في المدارس الفرنسية و الجزائرية بعد الاستقلال، فطالحة في اللغة العربية و الفرنسية على السواء ، لأنهم كانوا يزاولون الفرنسية بالمدارس الفرنسية و اللغة العربية على يدّ المشايخ في الظلومات الدامسة في البيوت و الدكاكين خوفا من الإستعمار و أذنابه. لان السياسة السائدة في ذلك الوقت سياسة إجتثاث الدّين و القرآن و اللغة العربية من جذورها في المجتمع الجزائري بأكمله.
و هذه صورة لاحد ابناء نقرين في المدرسة الفرنسيــــة و هو الأخ : جمال بوسلامة ، و هو الآن إطار من إطارات الدولة.
تكبير الصورةتصغير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية....
و كانت نقرين من أبرز المناطق من حيث التعليم في ذلك الوقت و من أقدم المداشر و القرى بالشرق الجزائري إن لم نقل بالجزائر كلها. و الذي زاد في تميزها قربها من الحدود التونسية و التي كانت تلعب دوراً هاماً كقاعدة خلفية لجيش التحرير الوطني. بحكم ثقافة أهلها و التكيف مع الظروف السائدة، مما سهل عليهم التعامل مع المستعمر الفرنسي. و معرفة مكائده و الثغرات التي يدخلون عليها لضربه في الصميم.
و سنكمل سرد الجوانب الثقافية و التعليمية في المنطقة في أجزاء لاحقة بإذن الله فانتظرونا .....