موضوع: زوروا بلادي ولن تندموا الخميس 26 فبراير 2009 - 20:08
--------------------------------------------------------------------------------
كيف ابدأ حديثي على قرّة عيني و ارضي و ارض اجدادي و عشرة حياتي كلها و مسقط رأسي نقرين الغالية . هذه البقعة الصغيرة و هذا الجزء الذي اثمنه بأغلى القيمات الذهبية، من الخريطة العامة لأرض الله الشاسعة و الواسعة . لم افلح مهما تحدثت و وصفت و وقفت على معالمها و تاريخها . إنها بكل بساطة حنين الأيام و السنين، تاريخ الأجداد و الأباء و الأحفاد . لن استطيع مهما دققت في إعطاء و كشف حقائقها أن أوصل لكم كنهها . إنها نقرين غاليتنا و بوابة صحرائنا الشاسعة و معبر ثوارنا و جيوشنا العربية و الإسلامية و موطن الفاتحين حين وطئت أقدامهم أرضها و طريق حجاجنا الميامين لأرض المقدسات . فافهموها اذًا من تكون ؟
في هذا الموضوع أردت أن أضع نقرين المنطقة و الأرض و الحياة على صفحات منتدانا الغالي منتدى الحضارة و التاريخ . كيف هذا؟ الجواب ببساطة هو نقل نقرين المدينة جزءا جزءًا و حيا حياً و شارعا شارعاً . حتى تتسع دائرة المعرفة لزوارنا و أعضائنا و أحبائنا في العالم و في الوطن على وجه الخصوص.
نقرين هي منطقة تقع و كما سلف تعريفها جغرافيا في جنوب ولاية تبسة على بعد 150 كلم و هي تتوسط ولايتين عتيدتين في الجزائر و هما : ولاية تبسة المجاهدة و ولاية الوادي بلاد الألف قبة وقبة كما تعرف بهذا الاسم . هذه البلدة الصغيرة في مساحتها و التي تبلغ 1604 كلم2 هي ككل المدن و المداشر تتكون من أحياء و شوارع و أماكن عامة و غيرها ..
تستقبلكم بلدة نقرين أو دائرة نقرين بتاريخها الثوري و هذا بمقبرة شهدائها الأبرار الذين قضوا في معارك مع جيش الإستدمار الغاشم حين وطئت أقدامه السوداء النجسة أرضها الطاهرة . يتوسطها مقام الشهيد بأضوائه و أعلامه الرفرافة . و هي تتوسط الطريقين الوطني رقم 16 و الطريق البلدي المؤدي الى حي المحلة مروراً بحي النصر و حي 40 سكن ريفي .
ثم تتفضلك المركبة التي تقلّك لتبدأ رحلتك النقرينية عبر الطريق الوطني رقم 16 لتبدأ بحي 20 سكن اجتماعي على شمالك و حي 50 سكن على يمينك . ثم بعدها تعرج شمالا لتدخل الحي الرئيسي بنقرين و هو الحي الجديد تاركاً حي النصر في شمالك و مقر دائرة نقرين الإداري يميناً مروراً بمقر بلدية نقرين الإداري و الذي تحتضنه واحة صغيرة من النخيل من نوع دقلة نور. ثم تستقبل من طرف أهالي حي العمارات و بمحاذاته الحديقتين العموميتين بقاعات الشاي المحلية بطابعها النقريني الأصيل وسط أشجار النخيل المثمرة تتوقف عندها لشرب فنجان قهوة أو كوب شاي من أجودها على الإطلاق . و منها للتحرك راجلاً بعد أن تترك مركبتك لتستريح من عناء السفر و أنت مطمئن عليها لأنها بلد الأمان و الاطمئنان فلا ضير في تركها في أي مكان. لتتوغل في الحي الجديد و في سوقه المتواضعة بين أهالي نقرين و ستكون في راحة نفسية بالغة لأنك و ببساطة في منطقة ملؤها الهدوء و السكينة و قلة الصخب . وسط أهلها المعروف عنهم الكرم و حفاوة الاستقبال لضيوفها و حسن الخلق و الأدب. لكن يا صديقي قد حان وقت الفراق معك لنتركك بين أهالي بلدتي الطيبين و سأعود لك لاحقاً لنكمل مشوارنا السياحي و لنتعرف على نقرين التي تزورها لأول مرة. أستودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه .. انتظرونا سنعود هذه اختكم زهرة الامل ....